فلسفة الجراح |
متألمٌ ، ممّا أنا متألمُ؟ |
حار السؤالُ ، وأطرق المستفهمُ |
ماذا أحس ؟ وآه حزني بعضه |
يشكو فأعرفه وبعضٌ مبهم |
بي ما علمت من الأسى الدامي وبي |
من حرقة الأعماق ما لا أعلمُ |
بي من جراح الروح ما أدري ، وبي |
أضعاف ما أدري وما أتوهم |
وكأن روحي شعلةٌ مجنونةٌ |
تطغى فتضرمني بما تتضرم |
وكأن قلبي في الضلوع جنازةٌ |
أمشي بها وحدي وكلي مأتمُ |
أبكي فتبتسم الجراح من البكا |
فكأنها في كل جارحةٍ فمُ |
يالابتسام الجرح كم أبكي وكم |
ينساب فوق شفاهه الحمرا دم |
أبداً أسيرُ على الجراح وأنتهي |
حيث ابتدأت فأين مني المختم |
وأعاركُ الدنيا وأهوى صفوها |
لكن كما يهوى الكلامَ الأبكمُ |
وأبارك الأم الحياة لأنها |
أمي وحظّي من جناها العلقم |
حرماني الحرمان إلا أنني |
أهذي بعاطفة الحياة وأحلمُ |
والمرء إن أشقاه واقع شؤمهِ |
بالغبن أسعده الخيال المنعمُ |
وحدي أعيش على الهموم ووحدتي |
باليأس مفعَمةٌ وجوي مفعمُ |
لكنني أهوى الهموم لأنها |
فِكرٌ أفسر صمتها وأترجمُ |
أهوى الحياة بخيرها وبشرها |
وأحب أبناء الحياة وأرحم |
وأصوغ ( فلسفة الجراح ) نشائداً |
يشدو بها اللاهي ويُشجى المؤلَمُ |
*****
قصيدة للأديب الشاعر الأستاذ عبدالله البردوني
رحمة الله تغشاك يا متنبي هذا العصر
0 التعليقات:
إرسال تعليق