الجمعة، 10 أغسطس 2012
10:01 م

صوم وعيد: قصيدة للشاعر الكبير محمد احمد منصور

 قصيده للشاعر الكبير محمد احمد منصور بعنوان «صوم وعيد» قيلت في رمضان 1403هـ
سبق وان نُشِرَت في صحيفة 26سبتمبر قبل سنوات بعنوان رفقاً أيها التجار 
وهي من قديمه المتجدد يخاطب فيها التجار مناشداً اياهم ان يخففوا من وطأة الغلاء على المواطنين ويحذرهم من لعنة الفقراء ودعواتهم التي لا ترد:

سلاماً عيدنا الغالي سلاما
              وبشرى للذي صلّى وصاما
وطوبى للذي مسحت يداه
             دموع الفقر عن مقل اليتامى
لقد شكت البلاد ولست أدري
               أيشكون الغلاء ام الغماما
كلا الأمرين في الحالين خطب
            يجر مصائباً كبرى جساما
ولم ار كالغلاء اشد زحفاً
           من الاعصار لما ان ترامى
فرفقاً ايها التجار رفقاً
          فلا تنسوا العهود ولا الذماما
ومهلاً بالجياع فرب طاو
               ستنتقم السماء له انتقاما
احلتم دمعهم طوفان نوحٍ
        وكيف غداً سترجون اعتصاما
ارى الاطماع قد اضحت وباءً
            تزيد الشعب من سُقمٍ سقاما
يسير كسرعة الريح انتشاراً
              ولم تمسك قناعتكم لجاما
وليس بنافع التجار كسبٌ
              اذا ارباحهم كانت حراما
ارى البركان يأوي كل كوخ
              ويوشك ان يفاجئهم نياما
اذا ضغط الفقير عليه زراً
                احال الجو مملوءاً قتاما
فويل الف ويلٍ من غنيٍّ
         على ومض البروق غفا وناما
وكم من كاسب مالاً حراما
         فيمضي عاصفاً وغدا حُطاما
ولو علم البخيل بمنتهاه
           لما افضى الى جمعٍ وهاما
أقمتم في الغلاء حزام نارٍ
         فكيف اذا الجحيم غدت حزاما
وقد بذلت حكومتكم جهوداً
            فكونوا في مواقفها دعاما
فلم أر مثل سيف الفقر سيفاً
              اذا امعاؤه سلت حساما
أرى امر التجار غدا غريباً
         متى اسعارهم زادت ضراما
مغالاة بمطلع كل يوم
           ولا خافوا بما صنعوا اثاما
ولا احترموا لقانونٍ نظاما
          ويشكون الحكومة والنظاما
وكم من مُوسرٍ قد صم سمعاً
            إذا ابتدَرَ الفقير له السَّلاما
وإن يظهر عليه في صلاة
          أَطال له السجود أَو القياما
وليس بنافع قوماً صيام
            اذا هو لم يجد قوما كراما
فقل للأغنياء اذا أحبوا
           لشهر صيامهم يعلو السناما
فان الجود مركبة انطِلاقٍ
           إِذا حملُوا على الْجود الصياما
ويا وطني هجرتك عن غباءٍ
           وقد يخطئ الحقيقةَ من تعامى
ويشقى موْطنٌ لغياب أَهلٍ
                 ويسعدُ في فتاهُ إذا أقاما
وحسبي ان أَعيش اليوم حراً
          ولم أنزل على الارض مضاما
ولم اقبل بأرض الذل عيشاً
           وان أغنت بمرعاها السواما
ولست بطالع فيها هلالاً
                 اذا انا لم أكن بدراً تماما
سأطلب في السحاب الرزق صقراً
           علا في النجم اجنحة وحاما
لعمرك لست مغترباً طريداً
           وان نصبوا لمغترب خياما
سأسكن عرش بلقيس كريماً
           وأنزل من حضارتها مقاما
وان أسغبْ نعمت بجنتيها
          وان اظمأ شربت السد جاما
فان الارض واعدة بخير
            وثغر الدهر يبتسم ابتساما
حقول النفط بالصحراء تجري
             جداولها فتزدحم ازدحاما
ومن ذا يشتكي ظمأً وجوعاً
             وهذا السد في البنيان قاما
ومن صبر الزمان فما عليه
          اذا انتظر الرخاء الجمَّ عاما
فما اثنى الكتاب على بلادٍ
          كما اهدى الى اليمن السَّلاما
وعطر تُربَ جنتَّها بوحيٍ
              سماوي له أرج الخُزامى
وانشأ من ثراها الملك
          حتى علت راياته يمناً وشاما
فان المجد أوّله معينٌ
             ولست أرى لآخره ختاما.
 

2 التعليقات: