الثلاثاء، 30 يناير 2018
5:57 م

فنقلة النار والغموض الشاعر والمفكر عبد الله البردوني

الشاعر والمفكر عبد الله البردوني
فنقلة النار والغموض

 

* خورْمَكْسَرْ، المعلاّ، معاشق، الشيخ عثمان، صيره، جولدمور - كريتر - ردفان - دار سعد..هذه أسماء أماكن في عدن وضواحيها، وبعض المناطق ذات الدلالة كردفان.

* صنعاء - لاعه - الحديدة - المصلىّ - أسامي أماكن في شمال الوطن. وكل هذه أسامي في الشطرين متسقة في بناء القصيدة.

يا «خورْمَكسَرْ»، يا «المعلاّ»
لغةُ الجدال اليوم ؟أعلى

أتكون أمثَلُ حُجّةٍ
بسوى القذائف غيَر مُثلى؟

فرأيتُما جدَل الرصاص
أحرَّ برهنةً وأجلى

حسناً، ولكن ما الذي
خطَّ انفجارُكما، وأمْلى؟

ماذا، كفجر اليوم لاح؟
وما الذي، كالأمس ولّى؟

اليوم يتلو القصفُ..
والأخبارُ بعد اليوم تُتْلى

كي يرتقي جَدَلُ النضال
عليه أن يُصْلي ويُصْلى

***

فيما التصاعق يا«مَعَاشق»؟
لا أرى للأصل أصلا

سئم السكوُت سكوتَهُ
وهل الضجيجُ الآن مَلاّ؟

لِمْ لا تجيب؟ لأنني
تلٌّ يجرُّ إليه تلاّ..

ماذا أتركض يا حريقُ
وتزحف الأخبارُ كسلى؟

أشكا «يناير» بَردَهُ..
فأتى هنا يُشْوى، ويُغْلى؟

لا القتل أفضل، يا غموض
ولا السلامةُ منه فُضلى

***

يا«دار سعدٍ» لفتةً
«يُسْعِدْ صباحَكْ يا المُهلاّ»

فوقي روابٍ مِن، متى
مما الذي، مِن هل، وهلاّ؟

أأقول قبل تساؤلي
أهلاً، وكيف الحال، أمْ لا؟

***

ماذا تشمُّ تكهُّناً
وإشاعةً تنبثُّ خجلى

قصصاً كمسحوق المحارق
لا تَدِلُّ ولا تُفَلّى

حلَّت مكان اللحية العليا
- بوجه القول - سُفلى

***

مَن دقَّ طبل الحرب؟
جاءَت فجأة، ريحاً وطبلا

لا أعلنت عن بدئها
لا أنفُ غايتِها أطلاّ..

***

ماذا تلاحظه هناك؟
تٙحوّلاً مازال طفلا

أتراه حسماً؟ ربما
بَدْءُ الربيع ينثُّ بَقْلا

***

يا «شيخ عثمان» استجب
ماذا ترى؟ أرجوك مهلا

«صنعاء» مفعمةٌ بما..
أجَّجْتَ، كيف تكون أَخْلى!

وصداك قهوةُ «لاعةٍ»
قاتُ «الحديْدة» و«المُصلّى»

***

أنا لست مذياع الخليج
أُرقِّع البالي بأبلى

أغبى الكلام، هو الذي
يُبدي أوان الجِدِّ هزْلا

مِن أين أُخبر واللّهيب
أَمَدُّ مِن نخل «المُكّلا»

مِن مهرجان النار تصعد
ثورةٌ أبهى وأملى..

***

لِم لا أُسائل «صيرةً»؟
ستزيد، مِن، لكن، وإلاّ

وترى الطُّفورَ توسُّطاً
وترى النهايةَ مُسْتهلاّ

وتقول ما سمّيتَهُ
روعاً: أنا أدعوه حَفْلا..

أَتَرى طلاوةَ صوتها
يا بحرُ؟ أم رؤياك أطلى؟

عنها أعي سِفْراً...
بعينيها بزنديها مُحلّى

***

يا «جولدمور» إجابةً:
ما زالت اللَّحظاتُ حُبْلى

أسمِعتَ «بي بي سي» ؟ وهل
هذا سوى بُوقٍ تسلّى؟

هذا «البعوضُ» وشى إليهِ..
وذلك«الزنبور» أَدْلى..

***

أولئك الغازون ولّوا..
والتآمرُ ما تولى..

كانوا تماسيحاً هنا
وهناك يرتجلون قمْلا

***

قل عن هنا: ماذا اعتراهُ؟.
وما الذي بالأهل حلاّ؟

الساعة الخمسون- مثل
الساعة العشرين- وَجْلى

ماذا ترى يبدو غداً؟
بَدْءُ الصعودِ، سُقوط قتلى

***

للعلم أسأل، والجواب..
يَحُولُ أسئلةً وجهلا

أرجو الوصول وألتقي
بسوى الذي أرجوه وصْلا

***

أألوذ بالتأريخ، أنسى...
ما روى عقلاً ونَقْلا

أبدو «علي مَقْلى» بدون
إمامةٍ وبدون مَقْلى «1»

لا نالني خير التطرُّف...
لا اعتدالي نال عَدْلا

***

قُولي «كِرَيْتر» ما هنا؟
القصفُ، أم عيناك أحلى؟

تزهو بكفّيكِ الخموشُ..
كشارب القمَرِ المُدلّى..

***

جاؤوا لقتلي: هل أُعِدُّ..
لهم، رياحيناً وفُلاّ؟

هم بعض أهلي، فليكن
هيهات أرضى الغدر أهْلا

تأبى حَمام اليوم، أن
تلقى صقورَ النار عزلى

***

ماذا أُسمّي ما جرى؟
حَرْفاً، ولكن صار فِعلاَ

الفاتحو باب الرَّدى
لا يملكون الآن قَفلا

***

أضَعُفْتُ، أم أن الأسى
أقوى يداً، وأحدُّ نصلا؟

أنسيتَ صقلي يا عراكَ
القحطِ، أم أُنْهِكْتُ صَقْلا؟

***

مَن شبَّ يا «عَدَنَ» اللظى؟
قالوا: أموتُ، فقلتُ: كلاّ

ولأنني بنت الصراع..
فلست أُمّاً للأذِلاّ

ما كان مقلوّاً مِن الغازي..
مِن الأهلِين أقْلى

***

صمّمتُ أن لا أنحني
أن لا أُحيل الخمرَ خَلاّ

ماذا أُضيف إلى الزمان
إذا عكستُ البَعدَ قَبْلا

***

جاؤوا إليَّ وجئتهم
ناريّةَ العزَمات عَجْلى

جادوا بإرعادِ المنون..
وجدتُ إرداءً وبذْلا

***

أأقولُ: يا «سبئيةً»
لو كان ذاك الجودُ بُخلا

لبَّيْتُ موطنيَ الذي
كتب اسمه وَرْداً ونخلا

ومن المُقاتِلُ، والمُقاتَلُ؟
من رأى للنّار عقلا؟

«ردفان» نادى: أن أذود..
وأن أُحيل الصَّعب سهلا

فحملت رأسي في يدي
كي لا تصير الكفُّ رِجْلا

***

واليوم أنزف كي أَخِفَّ..
وكي أرِفَّ أَمَدَّ ظِلاّ

ما خلتهنّ كوارثي
أنضجنني عَرْكاً وفَتْلا

لا أرتئي ما ترتئين
غداً أخوض الشوط جذلى

***

هذا الغبار على عيوني
ثورةٌ حمراءُ كَحْلى

هذي الخرائب زينةٌ
بمعاصم البطَلاتِ أَوْلى

هذي الرُّفاتُ ستستطيل
ربىً، ويغدو القبر حقْلا

***

تأتين أُخرى؟ غضةً
وأجدَّ مضموناً وشكلا

أرَّختُ مِن يومي غد
أُنظرْ: أما أنهيتُ فَصْلا؟

عن ما يكون تُخّبرينَ؟..
هل الذي كان اضمحلا؟

***

يا هذه خلّي الجنونَ،
جنونُ غيري ما تخلّى

أدمنتِ أَكْلَ بنيكِ، يا
حمقى: لأن النصر أغلى

مَن لا تحاربُ لا تُرى
فرحى، ولا تبدو كثكلى

قالت، وقلتُ، فلا اختفى
سٌّر، ولا سٌّر تجلّى

«1» علي مقلى: أحد أئمة القرن الثامن عشر الميلادي في اليمن، عرف بالبلاهة وعدم معرفة النواحي التي يحكمها، فخلعه أهل الرأي في اليوم الثاني من حكمه فصار شعبيا رمزاً للغباء والتيه.

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق